Top Ad unit 728 × 90

Music
.

الحاجة أم الإرهابي و الوزير أبوه !!

الحاجة أم الإرهابي و الوزير أبوه !!

كتبهاهشام منصوري ، في 13 مايو 2007 الساعة: 15:23 م

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


وأنا أتابع تداعيات أحداث تفجيرات الحادي عشر من مارس الجاري أثارت انتباهي بعض التصريحات، سواء الصادرة عن السلطات، أو حتى تلك التي تخص أقارب و عائلات المتهمين،  فهي تحاول تبرئتهم من الإرهاب بإبعاد التدين عنهم، مثل القول: " ابني
كان يشم السليسيون و لم تظهر عليه أية علامة من علامات التدين"…أو" ابني لم يكن يعرف طريقا للصلاة قبل سنة ". بدون وعي ـ حتى و إن كنا مسلمين ـ أصبح عدد كبير منا يفكر في الإسلام أو في شخص ملتح كلما سمع كلمة "إرهاب". في أشهر البرامج الحوارية اليوم حتى العربية منها يصعب أن يطرح الصحفي سؤالا داخله كلمة "إرهاب" دون أن يتلقى جوابا يحتوي على كلمة " إسلام ". ألا يمكن أن تقول "تكشبيلة" ولا تفكر في "تيوليولة"، أو "قشبال" دون أن يتبادر "زروال" إلى الذهن؟؟

كيفما كان الجواب، يجب أن لا ننكر أن الصورة التي قدمنا بها الإسلام "حامضة" فعلا.
ويكفي تأمل تصريحات بعض الممثلين العالميين لنقف على هذا الأمر، فالعرب بالنسبة ل"توم كروز" و أرنولد شوارزنغر" هم مصدر الإرهاب، فيما يعتبرهم  "هاريسون فورد" أكثر قذارة من الحيوانات. وعلى علاقة بالموضوع تقود أنجلينا ميركل هذه الأيام حملة من أجل تضمين الدستور الأوروبي إشارات للأصل المسيحي للقارة الأوروبية. لكن هذا المشروع تواجهه )واجهته( معارضة كبيرة من  جاك شيراك الذي يعلم جيدا أن الأمر يمكن أن يزيد في تعميق الهوة و زيادة التوتر بين مسلمي و مسيحيي، و قد عبر عن ذلك بالقوة:" فرنسا بلد علماني يرفض أية إشارة لله في الدستور". لكن فترة حكم جاك شيراك التي انتهت تضعنا أمام مرحلة جديدة  )ساركوزية (قد يعطى فيها الضوء الأخضر لهذا المشروع،  خاصة إذا علمنا أن عوامل أخرى تصب في هذا الاتجاه مثل العلاقة التي تربط بين أنجلينا ميركل و جورج بوش  ) تقارب الرؤى في ما يخص الحد من الزحف الإسلامي(، دون أن يفوتنا ذكر أن أنجلينا ميركل تدافع عن الفكرة من منطلق إيمانها الشخصي.
طبعا هم يعلمون متى يمتدحون الإسلام، ومتى يجمعونه و الإرهاب في سلة واحدة. الصعوبة التعبيرية لا تواجه الأنظمة الغربية، بل العربية فقط، لأن إعطاء تصريح عقب حدث إرهابي دون الإساءة لطرف ديني أو سياسي أو حتى جماهيري مَهَمة شبه مستحيلة بسبب تعقيد الظاهرة و النفاق السياسي المتراكم على مدى عقود.
في الحادث الإرهابي الأخير، طبقت الجهات الرسمية مقولة " قل كلاما قليلا ترتكب أخطاء قليلة"، عبر منعهم الإدلاء بالتصريحات للصحافة، نافية في نفس الوقت أن يكون الفقر هو سبب التفجيرات. صراحة، في المغرب أول شيء يجب أن ننكب عليه هو إصدار كتيب على غرار "2007 دابا"،  يضع تعريفا مغربيا للإرهاب و يسطر مشتقاته في جدول. فعندما ترى في نفس الشارع مكاتب مكيفة يجلس عليها شبان و شابات )درسوا 3 سنوات في باريس، بعد ما ولجوا مدارس خصوصية في الخامسة من العمر( بربطات عنق أنيقة يتكلمون الفرنسية، و "رابعة ديال العربية" )كلمة شكرا(، ثم تجد في الأسفل عاطلا في الفيزياء في الثامنة و الثلاثون، " شاد الإجازة غير في السنة الأولى"  ينشر بعض التيشورتات للبيع..  تتساءل أليس هذا إرهابا؟؟ !!
حاول أن تهرب من هذه الصورة. لم لا تذهب لحي آخر؟ تستقل حافلة، )وأية حافلات(. وعلى طول الطريق تثيرك صور مشردين ينامون على أرض ساخنة لا ترحم موجهين بطونهم العارية إلى السماء.  تغير المكان إلى كراسي الجهة الشمالية فترى آخرون يشترون مجانا ما "خنز و طاب" من محلات " السوبر قمامة". تغادر الحافلة فترى مجنون بدون لباس يحك يديه  و رأسه ثم صدره و بطنه، فيبدو ـ  مع إيقاع موسيقى أغنية " ماكارينا ماكارينا" المنبعثة من عند مول الزريعة ـ و كأنه يرقص تلك الرقصة الشهيرة. هذا الأخير بدأت وجباته تتكون من كاوكاو بعدما ضاق به الحال. كيف لا و الحال نفسه ضاق به الحال في المغرب !!!
في كل مكان نجد أشخاصا فقدوا الاتصال بهذا العالم، و ركلات رجال السلطة تدحرجهم من مكان إلى آخر. و لمن أراد المثال ندعوه لزيارة مملكة المشردين )بدون تأشيرة على فكرة( الموجودة أسفل قنطرة أيت ملول. القنطرة ذات الرائحتين العجيبتين. رائحة تزكم الأنوف أحيانا، و رائحة طيبة زكية أحيانا أخرى  (…).
يجب أن يعلم مسؤولونا الذين يسكون قصورا عاجية، أن الإنسان عندما يفقد الاتصال بالمحيط و لا يجد من يمده بيد المساعدة يكره كل شيء حتى نفسه.  ويمكن أن يقتل أي شخص بدءا بنفسه. و رأينا كيف أن أحد إرهابيي تفجيرات 11 مارس الأخيرة بالدار البيضاء فشل في الحصول على مساعدة من بعض الجمعيات.
يجب إذن أن نبحث عن المسؤولين عن هذا الإرهاب السياسي المجتمعي ) لأنه الأشد فتكا(، بنفس المنطق الذي نعتقل به الذين يتسببون في مقتل الأبرياء بالعمليات الإرهابية.
في انتظار ذلك، يبقى الشعب يائسا. يائس في كل مكان. في البيت، في العمل و في الشارع. شعب يعيش حالة انفصام في الشخصية، حتى في" أحلى" أيامه. في النهار ينتظر الليل و في الليل ينتظر النهار. في الشتاء يتمنى الصيف و عندما يحل الصيف يلعن الشمس. في البيت يتكلم عن رئيسه المشئوم في العمل، و في العمل يفكر في رئيسته في البيت التي لا تتركه يتحرك. في الشارع يلزم الصمت و في المراحيض العمومية يعبر على الجدران. و وهكذا تدور هذه الحلقة المملة الغريبة التي تجعلنا جميعا نشعر و كأننا ننتظر موعدا.. مع شخص مجهول !! 


الحاجة أم الإرهابي و الوزير أبوه !! Reviewed by Unknown on 2/19/2010 06:35:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوضة لموقع تاشلحيت Tachlhit © 2014 - 2015

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.