الاسماء الامازيغية بين الدلالة و الرمزية
لعل ابرز المحددات الأساسية في تعريف و تحديد هوية معينة هو بعديها الجغرافي و الثقافي، فهدين العنصرين هما اللذين يميزان شعبا عن أخر و هوية معينة عن أخرى، ويحدد ماهيته التي بمحافظة الشعب عليها يتحقق و يستمر وجوده.
وقد استطاع الامازيغ ان يحافظوا على هويتهم من خلال محافظتهم على انتمائهم الجغرافي الى شمال افريقيا الذي استوطنوه مند آلاف السنين كما تثبت ذلك العديد من الآثار و الحفريات.
وكذلك من خلال محافظته على ارثه الثقافي و استمراره في الارتواء منه.
و من تجليات الامتداد الثقافي الأمازيغي الاستمرار في استعمال الأسماء الأمازيغية و ما لذلك من أهمية في المحافظة على التميز الثقافي الذي يحقق جزءا من ماهية الامازيغ (كشعب).
و دراسة الأسماء و فهم معانيها يمكن من إدراك المزيد فيما يخص هوية الأسر و التجمعات السكانية التي كانت تحمل هذه الأسماء و الظروف التي عاشت فيها و هنا يتجلى دور و أهمية علم الأنتروبونيمية .
و كما يقول السيد كمال أيت زراد الدكتور في اللسانيات فإن الأسماء الأمازيغية تشكلت في قوالب معينة معروفة مند القدم بالاعتماد على خيال المبدع و الهام اللحظة له، و الظروف التي كان يعيشها مع مراعاة معايير الجمالية سواء من ناحية المعنى او التركيب الصوتي” ، دون تجاهل التأثير الأجنبي الذي خلفه ارتباط الامازيغ بثقافات مختلفة نظرا لقرب الموقع الجغرافي لشمال إفريقيا من أوربا و أيضا لتوالي الغزو الأجنبي للمنطقة و بالتالي فإن الوقوف على هذه الأسماء و تدارسها يمكننا من الوصول إلى حقائق لها قيمتها الايبستيمولوجية .
و من بين الأسماء الأمازيغية الشائعة:
- إيدير أو يدير: الذي يمكن أن نختار كمقابل بالعربية اسم “يحيى” و هو مشتق من “تودرت” أي الحياة و قد كان الأمازيغ يسمون أبنائهم بهذا الاسم تفاؤلا به و رجاءا في أن يحمي الاسم هذا المولود الجديد من الأمراض و يمكنه من أن يحيى و يعيش بسلام، و يعتبر البعض أن اسم “إيطو” يحمل نفس الدلالة لكن بالنسبة للأنثى رغم عدم وجود أي تفسير لغوي واضح لهذا الاسم .
- تيهيا: يقابله في العربية “الجميلة”، ولعل أشهر من حمل هذا الاسم هو الملكة الأمازيغية اليهودية التي حكمت مملكة قوية امتدت في منطقة لأوراس في الجزائر، و استطاعة ان تؤجل لسنوات توغل جيوش بني امية بالمنطقة.
- يوكرتن او يوغرطة: من فعل “أكر” أي تجاوز، و يعني هذا الاسم “متجاوزهم” و يمكن ان نترجمه كذلك الى “أخيرهم” و هذه الصيغة العربية لهذا الاسم مازالت متداولة في الجنوب المغربي.
و يوغرتن كان اسم ابن أخ الملك الأمازيغي ماسينيسا الذي حكم مملكة نوميديا، و الذي خاض من اجل الدفاع عنها العديد من الحروب ضد الرومان انتهت بانهزامه سنة 104 ق م ، بسبب خيانة حماه الملك بوكوس الذي حكم منطقة موريتانيا الطنجية.
- تومرت: يعكس هذا الاسم البهجة و الفرح و السرور الذي ترجو الأسرة أن ينعم بها مولدوها الجديد، ومصدره فعل “مر” أي كن سعيدا، و كاسم علم يمكن ان نختار له كمقابل في العربية اسم “سعيد” .
و أشهر من حمل هذا الاسم هو المهدي بن تومرت السلطان ألمرابطي الذي تمكن من توحيد الغرب الإسلامي في دولة قوية شملت الأندلس.
على العموم يمكن القول أن الأسماء الأمازيغية مرتبطة بالمحيط الذي أنتجها و تعكس نمط الحياة فيه.
فمن أسماء تمجد المرأة و تمدح جمالها و قوتها يمكن أن ندرك أن المجتمع الأمازيغي كان يولي المرأة و يكن لها الاحترام و خير مثال على ذلك تنصيب امرأة ملكة كما كان الأمر في مملكة الاوراس.
وصولا الى أسماء تعكس الواقع الاجتماعي، واقع الحياة القاسية المليئة بالمخاطر و المآسي و التي يحاول أن يواجهها بتفاؤل و تطلع نحو الأفضل و لعل اسمي يدير و إيطو يعكسان الأمر .
المراجع:
كتاب “الوعي بذاتنا الأمازيغية” تأليف الدكتو الصافي مونم علي صدر سنة 1996 عن سمونا للطباعة و النشر .
livre le “Dictionnaire des prénoms berbères” (édition ENAG, 2005, Alger) لكاتبه الدكتور كمال نايت زراد.
وقد استطاع الامازيغ ان يحافظوا على هويتهم من خلال محافظتهم على انتمائهم الجغرافي الى شمال افريقيا الذي استوطنوه مند آلاف السنين كما تثبت ذلك العديد من الآثار و الحفريات.
وكذلك من خلال محافظته على ارثه الثقافي و استمراره في الارتواء منه.
و من تجليات الامتداد الثقافي الأمازيغي الاستمرار في استعمال الأسماء الأمازيغية و ما لذلك من أهمية في المحافظة على التميز الثقافي الذي يحقق جزءا من ماهية الامازيغ (كشعب).
و دراسة الأسماء و فهم معانيها يمكن من إدراك المزيد فيما يخص هوية الأسر و التجمعات السكانية التي كانت تحمل هذه الأسماء و الظروف التي عاشت فيها و هنا يتجلى دور و أهمية علم الأنتروبونيمية .
و كما يقول السيد كمال أيت زراد الدكتور في اللسانيات فإن الأسماء الأمازيغية تشكلت في قوالب معينة معروفة مند القدم بالاعتماد على خيال المبدع و الهام اللحظة له، و الظروف التي كان يعيشها مع مراعاة معايير الجمالية سواء من ناحية المعنى او التركيب الصوتي” ، دون تجاهل التأثير الأجنبي الذي خلفه ارتباط الامازيغ بثقافات مختلفة نظرا لقرب الموقع الجغرافي لشمال إفريقيا من أوربا و أيضا لتوالي الغزو الأجنبي للمنطقة و بالتالي فإن الوقوف على هذه الأسماء و تدارسها يمكننا من الوصول إلى حقائق لها قيمتها الايبستيمولوجية .
و من بين الأسماء الأمازيغية الشائعة:
- إيدير أو يدير: الذي يمكن أن نختار كمقابل بالعربية اسم “يحيى” و هو مشتق من “تودرت” أي الحياة و قد كان الأمازيغ يسمون أبنائهم بهذا الاسم تفاؤلا به و رجاءا في أن يحمي الاسم هذا المولود الجديد من الأمراض و يمكنه من أن يحيى و يعيش بسلام، و يعتبر البعض أن اسم “إيطو” يحمل نفس الدلالة لكن بالنسبة للأنثى رغم عدم وجود أي تفسير لغوي واضح لهذا الاسم .
- تيهيا: يقابله في العربية “الجميلة”، ولعل أشهر من حمل هذا الاسم هو الملكة الأمازيغية اليهودية التي حكمت مملكة قوية امتدت في منطقة لأوراس في الجزائر، و استطاعة ان تؤجل لسنوات توغل جيوش بني امية بالمنطقة.
- يوكرتن او يوغرطة: من فعل “أكر” أي تجاوز، و يعني هذا الاسم “متجاوزهم” و يمكن ان نترجمه كذلك الى “أخيرهم” و هذه الصيغة العربية لهذا الاسم مازالت متداولة في الجنوب المغربي.
و يوغرتن كان اسم ابن أخ الملك الأمازيغي ماسينيسا الذي حكم مملكة نوميديا، و الذي خاض من اجل الدفاع عنها العديد من الحروب ضد الرومان انتهت بانهزامه سنة 104 ق م ، بسبب خيانة حماه الملك بوكوس الذي حكم منطقة موريتانيا الطنجية.
- تومرت: يعكس هذا الاسم البهجة و الفرح و السرور الذي ترجو الأسرة أن ينعم بها مولدوها الجديد، ومصدره فعل “مر” أي كن سعيدا، و كاسم علم يمكن ان نختار له كمقابل في العربية اسم “سعيد” .
و أشهر من حمل هذا الاسم هو المهدي بن تومرت السلطان ألمرابطي الذي تمكن من توحيد الغرب الإسلامي في دولة قوية شملت الأندلس.
على العموم يمكن القول أن الأسماء الأمازيغية مرتبطة بالمحيط الذي أنتجها و تعكس نمط الحياة فيه.
فمن أسماء تمجد المرأة و تمدح جمالها و قوتها يمكن أن ندرك أن المجتمع الأمازيغي كان يولي المرأة و يكن لها الاحترام و خير مثال على ذلك تنصيب امرأة ملكة كما كان الأمر في مملكة الاوراس.
وصولا الى أسماء تعكس الواقع الاجتماعي، واقع الحياة القاسية المليئة بالمخاطر و المآسي و التي يحاول أن يواجهها بتفاؤل و تطلع نحو الأفضل و لعل اسمي يدير و إيطو يعكسان الأمر .
المراجع:
كتاب “الوعي بذاتنا الأمازيغية” تأليف الدكتو الصافي مونم علي صدر سنة 1996 عن سمونا للطباعة و النشر .
livre le “Dictionnaire des prénoms berbères” (édition ENAG, 2005, Alger) لكاتبه الدكتور كمال نايت زراد.
الاسماء الامازيغية بين الدلالة و الرمزية
Reviewed by Unknown
on
2/17/2010 01:04:00 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: