Top Ad unit 728 × 90

Music
.

أحلام الشعب البئيس و كوابيس فخامة الرئيس !!

كتبهاهشام منصوري ، في 8 سبتمبر 2007 الساعة: 10:40 ص



القصر الرئاسي ـ التاسعة صباحا ـ دخل المستشار وأيقظ الرئيس من نومه كما يوقظ الجنود خلال الحرب.
ـ ماذا هناك؟؟ !! حرب؟؟
ـ لا يا سيدي، أخطر من ذلك.
ـ أخفتني ماذا هناك؟؟ ا لشعب نسي اسمي؟؟
ـ يا ليته كان كذلك.
ـ انقلاب عسكري وهجوم على القصر؟
ـ أكثر…أكثر.
ـ هزيمة أمريكا في العراق؟
ـ أكثر بكثير.
ـ إذن؟؟
ـ شخص مهم يريد رؤيتك؟
ـ هاها…مهم؟ كيف تدخل علي في هذا الوقت بدون استئذان؟ وكيف ترتب لي موعدا مع شخص دون أخذ موافقة مني !!
ـ إنه شخص لا يحتمل الانتظار، ولا يعترف بالبروتوكول.  شخص لا يضرب المواعيد، لكنه لا يخلف الميعاد أبدا. إنه الموت.
  ـ "ماوت"؟؟ أنا لا أعرف شخصا بهذا الإسم. سفير جديد أليس كذلك؟؟ "ماوت".. يبدو اسما إنجليزيا.
ـ عذرا فخامة الرئيس، قلت "موت" و ليس "ماوت".
هم المستشار بالمغادرة فدخل الموت. كائن بلا رائحة ولا لون.
  ـ من أنت؟
  ـ أنا أكبر عدالة بين الناس.
ـ ماذا تريد أن تشرب؟
ـ سنشرب في مكان آخر، هيا لا وقت لدينا، سنغادر.
ـ إلى أين؟ هذا لا يجوز. ستنام في ضيافتي، سنتكلم، سنأكل وسنلعب الشطرنج.  سيعجبك المكان.
ـ انهض يا فلان وبسرعة يجب أن نغادر.
ـ حسنا، سأتبعك.  بعد أن ألبس شيئا يا فخامة الموت.
ـ لن تحتاج إلى ربطة عنق.
ـ صحيح؟ دعني إذن أقفل النوافذ.
ـ ولماذا تحب أن تقفل الأبواب والنوافذ؟
ـ بصراحة، لن تغضب مني؟
ـ أنا لا أغضب أبدا.
ـ تعرف المثل القائل: "إذا دخل الفقر من الباب، يهرب الحب من النافذة"،  وأنت تعرف كم أحبها.
ـ النافذة؟
ـ ههههه لا تمزح، أن تعرف من تكون.
  ـ  وإذا دخل الموت من الباب؟
ـ يفر الرئيس من النافذة !!
قفز الرئيس من النافذة،  المكان عال جدا. أقفل عينيه في السماء و أخذ ينتظر صدمة الارتطام. سقط الرئيس من على السرير و تألمت مؤخرته المحترمة.
ـ آه، آه.  حلم !! لقد كان حلما. كان كابوسا، الحمد لله.  كانت قفزة مذهلة، قفزة حقيقية أكبر من كل القفزات الاقتصادية والاجتماعية التي كنا نبتدعها.
ـ مستشار !!! مستشار !!!
  ـ نعم سيدي . ماذا جرى؟ إنها التاسعة صباحا، ماالذي أيقظك باكرا؟؟
ـ لا أريد أن أرى هذا التلفاز المنافق أمامي منذ اليوم.  آتني بأحوال الشعب كما هي بدون تجميل.  كيف هي؟
ـ ككل امرأة تستيقظ صباحا بدون مساحيق تجميل:  شعر منفوش و أعين منتفخة و إحساس بالدوار.
ـ أين يسكن؟
ـ ولى زمن التشرد والسكن العشوائي إلى غير رجعة، الكل يسكن ..في سرواله.
ـ الحمد لله. وحال الشباب؟
ـ يمسكون بأيدي عجائز أوروبيات.
 ـ شياطين!!  الذكاء صفة نادرة، فكلمة جنسية تبتدئ بالجيم و النون و السين.
ـ وصلتك رسالة من أحدهم.
ـ ماذا يقول في رسالته؟
ـ سيدي الرئيس،
أحييكم تحية العنبر والزعتر.  سأتحدث اليوم بالجهر، فاسمحوا لي أن أفعل ذلك من هذا المنبر.  سيدي الرئيس، إنه لمن دواعي سروري، أن أكاتبكم بدون سروال.  فأنا أناشدكم من المرحاض. لذا لا يسعني إلا أن أحييكم على صبركم، وعلى حاسة شمكم الضعيفة. أنا في حاجة ماسة إلى الأمل.  يومي على قد الحال، وأحلامي قصور من رمال. أريد أن أكون فنانا، أرسم بابا وأرسم ماما بالألوان، هذا كل ما علموه لنا زمانا.  مقررات جعلت منا جهالا !!
سيدي الرئيس، المرجو السماح لأني تجرأت على مخاطبتكم.  وأرجو المعذرة لأني أكتب بقلم الرصاص، لأني أخشى الرصاص، هكذا بإمكان سيادتكم المحترمة أن تمسحوا من رسالتي هذه كل كلمة لا تروقكم. بل بإمكانكم أن تمسحوا بها مؤخرتكم المحترمة التي أتمنى لها الصحة والعافية. عفوا سيدي الرئيس على قلة أدبي، فمعلمي لم يكن مؤدبا، وأبي وأمي لم يدرسا أبدا، فتقبلوا الأمر هكذا.
  ـ توقف…  قلة أدب. لكن لا بأس.  قل لي، والشعب العربي، ما أحواله؟
ـ يشعر بالغربة في وطنه.  لهذا يمكن أجزم أن الوحدة العربية قد تحققت، فالكل يشعر بالوحدة الموحشة.
ـ هل تفوقنا على الغرب؟
ـ ليس بعد، لقد هزمتنا أمريكا منذ سنوات.
ـ كيف تمكنوا من ذلك.
ـ أتتذكر الدكتور خنفوس؟
ـ لن ننساه أبدا و سنظل نطالب به والكشف عن مصيره.  لكن ما علاقته بالهزيمة؟
ـ كان بوش وبلير في مؤتمر صحفي، فأعلن جورج بوش قرارا بقتل 20 مليون عربي ودكتور خنفوس واحد.  حينها بدأت الصحافة والحكومات العربية تتساءل و تبحث عن هذا  "الدكتور الخنفوس الواحد "؟؟.  لكن ما لا تعلمونه يا فخامة الرئيس هو أن بوش اقترب حينها من بلير و همس في أذنه :"  ألم أقل لك، لا أحد سيهتم بحال العشرين مليون عربي !!".
ـ  ولماذا لم تخبرني حينها !!
ـ  كنت تفضل التلفاز.
في ذاك الصباح الباكر، وعلى غير عادته، استيقظ الرئيس مثقلا بهموم شعبه، عازما كل العزم على تدارك ما فاته، فجمع أفراد حاشيته متوسلا إليهم كي يعتصروا كل أفكارهم لإيجاد أسرع حل لتحقيق الرقي الاجتماعي و الازدهار الاقتصادي و النهضة الفكرية.  رن هاتف الرئيس، فكانت زوجته في الجهة الأخرى على الخط:
ـ عزيزي، هذه هي المرة الأولى التي تتركني فيها وحيدة منذ أن توليت مقاليد الحكم، أشعر بالوحدة والخوف وأحس أن لصا قد تسلل إلى البيت.
الرئيس قرر بلا رجعة التخلي عن أيام الكسل و العاطفة. أقفل الخط بعدما شرح للزوجة أن ما تتحدث عنه مجرد تخيلات، ولكي يطمئنها ألا وجود للصوص في البيت، أكد لها أن كل الوزراء و المستشارين حاضرين معه في الاجتماع.  لا أحد غائب.  استرسل النقاش، فقال رئيس المستشارين:
   ـ كما تعلمون، المال يصنع المعجزات، وعمرو موسى قال بنفسه في لقاء مع الشباب العربي:  لو كنت مكانكم لسعيت للهجرة بأي ثمن. أقترح يا سيدي أن نلحق السفارات بالمتاجر، ونوزع تأشيرات الهجرة كما توزع أرغفة الخبز.
  ـ ومن سيهتف بإسمي؟
  ـ سيشتاقون للوطن و سيعودون للاستثمار في البلاد، في انتظار ذلك سنغادر أيضا، بل سنكون أول المغادرين.
ـ جيد، لكن هناك شيء آخر أريد أن…
ـ أعرف أعرف، لا تكمل. سنغلق بإحكام نوافذ الوطن وقنينة الغاز، ونطلب من آخر من سيغادر أن يطفئ الأنوار .
  ـ لا أستطيع أن أترك هذه الأرض، أخاف أن أعود فأجد الوطن محتلا.
  ـ هذه فكرة ذكية، لنجعلهم يفعلون. نسعى إلى أن تستعمرنا دولة كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية فتقيم لنا الطرق والمعامل والمستشفيات والمدارس ثم نطردها بعد ذلك.
ـ وكيف نجعلهم يأتون لاستعمارنا؟
ـ لدينا طائرتين حربيتين يتيمتين، نرسلهما في غارة على الأمريكيين، فيغضبون ويأتون لاستعمارنا.
ـ لا لا!! ما هذا الغباء.  ماذا لو تمكنت طائرتانا من هزمهم؟؟ !!
أحلام الشعب البئيس و كوابيس فخامة الرئيس !! Reviewed by Unknown on 2/19/2010 06:45:00 م Rating: 5

هناك تعليق واحد:

جميع الحقوق محفوضة لموقع تاشلحيت Tachlhit © 2014 - 2015

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.